قوة لا تشفع
يبدو الأمر طبيعيا في البداية، الدب الأم والديسمان يقفزون في الماء ويسبحون مسافة طويلة نحو الجانب الآخر من البحيرة. لكن سرعان ما يتضح أن الديسمين لا يستطيعان مواكبة والدتهما. يبذلان قصارى جهدهما ويستخدمان كل قوتهما، ولكن المسافة بينهما وبين امهم تنمو أكبر فأكبر. عندما تلاحظ الأم أنها فقدت صغارها، تعود إلى الخلف فيتمكن الديسمان من التمسك بها حتى لا يغرقا في البحيرة. ان الدياسم لا تتمتع بالقوة الكافية لإتمام الرحلة، و كل شيء يشير الى نهاية مأساوية.
يجب أن تكون الوضعية معكوسة، وعادة ما يكون هذا هو الحال في الطبيعة. يجب على الأم أن تضحي بنفسها من أجل أطفالها لكن، هذه الأم ليس لديها خيار للأسف، لا يمكنها إبقاء الدياسم فوق ظهرها وفي الآن ذاته لا يمكنهم إنهاء الرحلة بمفردهم. الدب الأم تمتلك خيارا واحد فقط: ان تستمر في السباحة وتترك اطفالها وراءها. إنه امر صادم ولا يمكن تصوره، ولكن في بعض الأحيان لا يوجد خيار آخر. في الطبيعة، كل شيء يتعلق بالبقاء.
تيار قوي
بالطبع، حاولت الدب الام إنقاذ أطفالها في بادئ الامر، ولكن لم تؤتي محاولاتها نتيجة. كان التيار في البحيرة قويًا جدًا فلم تتمكن من أن تطفو على سطح الماء وهي تحمل الديسمين على ظهرها. سحبها التيار بعيدًا عن صغارها، فلم يكن لديها خيار إلا مواصلة السباحة للوصول إلى بر الأمان دون ان تفكر ما إذا كانت الدياسم ستتمكن من النجاة أو لا. بعد الكثير من الجهد، وصلت الدب الأم إلى الجانب الآخر من البحيرة ، إلى اليابسة.
على أمل حدوث معجزة
ماذا حدث للدياسم في هذه الأثناء؟ عندما انفصلوا عن والدتهم، صرخوا وصرخوا واستخدموا آخر رمق من قوتهم حتى يلتحقوا بها. ومع ذلك، ظلت المسافة بينهم تكبر. كانت الدياسم غير قادرة على الصمود في الماء البارد مع التيار القوي. بالكاد كانوا يمتلكون الطاقة لإبقاء رؤوسهم فوق الماء، فتشبثوا ببعضهم البعض حتى يطفوا على سطح الماء. لا بد من حدوث معجزة حتى يتسنى لهم النجاة من هذه المحنة …
صفحة 3 من 7